اعتبر ابن خلدون أن الانسان اجتماعي بطبعه وبالتالي فالاجتماع لانساني ضروري، كما أن البشر لايمكن أن تقوم حياتهم ووجودهم إلا با جتماعهم وتعاونهم على تحصيل قوتهم ونظرا لما في الطبيعة الانسانية من ظلم وعدوان يستحيل بقاء الناس في فوضى دون حاكم يزع بعضهم عن بعض، وهذا الوازع يجب ان يكون واحدا منهم تكون له الغلبة والسلطان واليد القاهرة حتى لا يصل أحدا الى غيره، وتمثل نظرية العصبية عند ابن خلدون أساس نظرياته السياسية واساس وجهة نظره في الدولة القوية إذ نجده يفرق بين أهل البدو والحضر معتبرا أنه كلما كان الجيل أعرق في البداوة كان أقرب الى التغلب على سواه إذا تقارب في العدد وتكافأ في القوة ،وما يحدد هذه القوة العصبية غير أن العصبية وإن كانت خاصية جوهرية للقبيلة البدوية وهي أساس نظامها ومصدر تقدمها غلا أنه يضيف إليها شرطا اخر ثانويا وهو الفضيلة إذبدون هذا الشرط كما يقول ابن خلدون تصبح العصبية كشخص مقطوع الاعضاء "إذ تعني الفضيلة عنده تلك الصفات التي تناولتها كتب الاخلاق كأن يكون الملك عادلا او عالما ومن رجال الدين الغاية تكمن في تحقيق السعادة للانسانية بتنفيذ القوانين.
ومن هنا نجد إن ابن خلدون لم يحصر معنى العصبية عنده في رابطة الدم والنسب وحدهما بل يمكن أن توجد روابط أخرى تؤدي الى خلق نوع من التلاحم داخل الجماعة التي تستشعر فيما بينها التعاطف ولتضامن المتبادل وان تبادر الى مناصرة أعضائه في كل الظروف.
وبهذا يتضح ان ابن خلدون كيف انه بالعصبية تبنى الدولة الكبيرة بالتغلب على عصبيات اخرى حتى تزداد وتكون قادرة على حماية نفسها ضد الدول الاخرى (مثلما يحدث في عصرنا الحالي) ذات العصبيات الكبيرة مثلها.
وفيما يتعلق بافضل دولة عند ابن خلدون في الدولة الدينية التي يرأسها الخليفة وإن كان يوافق على وجود خليفتين للمسلين في وقت واحد لكل منها ملك مستقل فالضرورة في نظرابن خلدون قد تتطلب ذلك خاصة إذا كانت الدولة شاسعة يعجز الملك لواحد عن حمايتها